الرئيسية <- اقتصاد عربي وعالمي <- هل يمكن أن ينافس النفط الصخري الكندي جاره الأمريكي
تداول اونلاين

هل يمكن أن ينافس النفط الصخري الكندي جاره الأمريكي

إن ازدهار قطاع النفط الصخري الأمريكي كان له أثر كبير في إضعاف صناعات الطاقة الكندية فى السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على خلق فرص العمل فى الرمال النفطية الضخمة في كندا. ولكن كندا تتطلع  الآن إلى العمل على حقول الصخر الزيتي الخاصة بها لإصلاح الأضرار الاقتصادية. حيث أن المنتجين الكنديين وخبراء النفط العالميون بدأوا يكتشفون بشكل متزايد تشكيلات يقولون أنها يمكن أن تنافس الحقول الصخرية الأمريكية الأكثر غزارة.

وتعد كندا أول دولة تشهد تنمية واسعة النطاق للموارد الصخرية التى تمثل 8% من إجمالي انتاج النفط الكندي. كما تمتلك الصين وروسيا والأرجنتين احتياطيات ضخمة من الصخر الزيتي، ولكنها لم تتغلب بعد على العقبات التي تعوق التنمية التجارية الكاملة. لكن كندا، تقدم العديد من المزايا نفسها التي سمحت لشركات النفط بإطلاق ثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة: العديد من شركات الطاقة الخاصة التي لديها الرغبة في المخاطرة؛ أسواق رأس المال العميقة؛ البنية التحتية لنقل النفط؛ انخفاض عدد السكان في المناطق التي تحتوي على احتياطيات الصخر الزيتي؛ والمياه الوفيرة لضخ الآبار الصخرية. وقد أشار المجلس الوطني للطاقة إلى أن تشكيلات دوفرناي ومونتني فى كندا تمتلك موارد قابلة للتسويق تقدر بـ 500 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى و 20 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعى و 4.5 مليار برميل من النفط.

يبلغ انتاج الصخر الزيتي في كندا حوالي 335 ألف برميل يومياً، ويتوقع أن ينمو الناتج إلى 420 ألف برميل يومياً خلال عقد من الزمان. وذكرت الرابطة الكندية لمنتجي البترول أن وتيرة نمو الانتاج يمكن ان تتسارع وأن الحجم المقدر للموارد يمكن أن يرتفع مع ازدياد النشاط وتحسين المعرفة بالمجالات. وكانت شركة “شيفرون” قد اعلنت عن أول مشروع صخري كندي في “دوفرناي” في شهر نوفمبر الماضي. ويذكر أن ازدهار الرمال النفطية يعود إلى عقدين من الزمن عندما أثارت التكنولوجيا المحسنة وارتفاع أسعار النفط الخام ومخاوف نقص النفط العالمي اندفاعا فى تطوير ثالث أكبر احتياطى فى العالم. ولكن في السنوات الخمس الماضية، هاجر الكثير من هذا الاستثمار إلى الجنوب حيث كانت شركات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة رائدة في تقنيات الحفر الجديدة والتي غمر أسواق النفط العالمية بالنفط الخام الأقل تكلفة. وتمثل الرمال النفطية حالياً ثلثي كمية كندا البالغة 4.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام. وسيستمر  الإسهام بكثافة في إنتاج الطاقة في كندا لأن مشاريع رمال النفط التي بنيت مرة واحدة يمكنها أن تنتج لعقود.

دفعت تنمية الرمال النفطية النمو الاقتصادي في “ألبرتا” بمعدل 5.5% سنوياً بين عامي 2010 و 2014، أي ضعف المعدل الوطني. ولكن انهيار أسعار النفط في عام 2014 أرسل المنطقة إلى ركود، مما دفع المنتجين إلى إلغاء ما لا يقل عن 32 مليار دولار في المشاريع المخطط لها. ولقد خفضت الرمال النفطية الإنفاق الرأسمالي للعام الثالث على التوالي في عام 2017 في حين ارتفعت الاستثمارات الأخرى للنفط والغاز بنسبة 40% من عام 2016 إلى حوالي 31 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن ينمو الإنفاق خارج الرمال النفطية مرة أخرى هذا العام إلى 33 مليار دولار كندي، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف المبلغ المتوقع للاستثمار في الرمال النفطية.

عرض خاص للتداول اونلاين - سجل هنا!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*