المدونة الاقتصادية الشاملة بقلم الباحث الاقتصادي خالد الهاجري
البضائع الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تزداد بشكل قياسي، وتقوم الشركات الكبرى بشحن السلع ذهاباً وإياباً بين البلدين لتجنب آثار التعريفات الجمركية المرتقبة على البضائع الصينية والتي تصل قيمتها إلى مئات المليارات. ورغم زيادة حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين إلا أنها لم تضر بالاقتصاد التجاري الصيني، وذلك استناداً إلى البيانات الاقتصادية التي صدرت في الصين في شهر أغسطس والأسبوع الأول من شهر سبتمبر الحالي. حيث ارتفع النشاط التجاري الصيني بنسبة 12.8% على اساس سنوي في شهر أغسطس من حيث قيمة اليوان الصيني، وكان قد وصل في شهر يوليو إلى 12.5%.
توسعت صادرات الصين إلى الخارج بنسبة 9.9% التي توفقت على توقعات الأسواق والمحللين بنسبة 7.9%. وعلى صعيد الانتاج كان قطاع المواصلات المحرك الرئيسي للنمو على الرغم من توسعه بنسبة 15.7% وهو أبطاً من نسبة 29.1% في الأرباع الثلاثة الأخيرة. وارتفعت صادرات الملابس بنسبة 1.1% وصادرات الأحذية بنسبة 1.6%، كما انتعش سوق الألعاب الصينية وارتفع بنسبة 3.9% مع قرب موسم أعياد الميلاد حول العالم في غضون ثلاثة أشهر فقط.
التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة أحدثت تأثيرات على صادرات الصلب والألمينيوم الصينية التي وصلت إلى 11% للفولاذ و33% للألمينيوم في وقت سابق من هذا العام. كما أن مكونات صناعة أجهزة الكمبيوتر وهي واحدة من أكبر المنتجات المصنعة في الصين كانت ضمن قائمة البضائع الصينية التي تبلغ قميتها 200 مليار دولار، والتي ستفع تحت طائلة التعريفات الضريبية الأمريكية. إلا أنها لا تزال ترتفع بنسبة 6.8% وفقاً للبيانات الصادرة من الصين.
ارتفع إجمالي التجارة بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 18.5% وهذا الارتفاع في الصادرات يعني أن الفائض التجاري الصيني بلغ مستوى قياسي وصل إلى 31 مليار دولار في شهر أغسطس الماضي و301 مليار دولار على مدار عام 2018 لغاية الآن. ولعل السبب الأكبر في هذه الزيادة في حجم الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، هو أن الشركات الكبرى التي تشعر بالقلق من التعريفات الجمركية البالغ قيمتها 200 مليار دولا تعمل على شحن الطلبات قبل الموعد المحدد. وفي نفس الوقت أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب أنها تدرس فرض تعريفات جمركية جديدة ولكن لم يتم الإعلان عن تاريخ البدء فيها والذي عادةً ما يستغرق شهراً قبل أن يتم إصداره رسمياً.
الرئيس دونالد ترامب هدد بتوسيع قائمة البضائع التي ستشملها الضرائب إذا قامت الصين بالرد بالمثل مرةً أخرى على التعريفات الجديدة.
شركة أبل والحرب التجارية
أنضمت شركة أبل إلى الشركات التكنولوجية الأمريكية والتي لديها مخاوف من صدور الحزمة الثانية من التعريفات الأمريكية الجديدة، حيث يرى ممثلوها أن لو تم تطبيق التعريفات على بضائع بقيمة 200 مليار دولار فإن ذلك يعني ارتفاع تكاليف المكونات الإلكترونية التي تستخدمها شركات التكنولوجيا الأمريكية. في الوقت الذي غرد فيه ترامب على تويتر حول ذلك وقال “أن أبل لديها القدرة التي تمكنها من بناء تلك المكونات في المنزل”.
قائمة التعريفات الجديدة التي يسعى ترامب لإطلاقها ستشمل الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية المستوردة من قبل شركة أبل وغيرها من الأجهزة المركزية. وتبلغ قيمة تلك الواردات 23.3 مليار دولار لمعدات شبكات تكنولوجيا المعلومات، 13.6 مليار للدارات الكهربائية و5.19 مليار دولار لكونات أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
يعتقد المراقبين والخبراء في الحرب التجارية الحالية بين البلدين أنه من المبكر جداً الحديث عن الآثار السلبية لهذه التعريفات الجمركية. ويرون أن البعض قد يظن أنه وبسبب صعود سوق الأسهم الأمريكي وانخفاض الأسهم الصينية فإن إدارة ترامب قد فازت، إلإ أنه لا يزال هناك الكثير من الألعاب التي سيتم الكشف من قبل الطرفين.
