الرئيسية <- اقتصاد عربي وعالمي <- مطار اسطنبول… جزء أساسي من الرؤية الاقتصادية لتركيا الحديثة
تداول اونلاين

مطار اسطنبول… جزء أساسي من الرؤية الاقتصادية لتركيا الحديثة

قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعديد من الاحتفالات الافتتاحية في السنوات 15 الماضية، وذلك يُنسب إلى المنشآت الضخمة والمتنوعة والتي حصلت في عهده منذ توليه زمام الأمور في تركيا. وأخيراً سيتم يوم الإثنين المقبل إسدال الستار عن واحد من جواهر تركيا الثمينة في العصر الحديث وهو “مطار اسطنبول الجديد”.

وسيقوم أردوغان بافتتاح ما يزعم أنه سيصبح في نهاية المطاف أكبر مركز للنقل الجوي في العالم وذلك في الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الجمهورية التركية. إلا إنه إطلاق رمزي فقط حيث سيبدأ المطار بتشغيل رحلات محدودة فقط بعد عدة أيام ولن تتم أي خطوة كاملة حتى نهاية العام.

كان عشرات الآلاف من العمال يقومون على مدار الساعة من أجل إنهاء المطار للالتزام بمهلة 29 أكتوبر التي التزم بها أردوغان. وسيخدم مطار إسطنبول الجديد الواقع على شواطئ البحر الأسود 90 مليون مسافر سنوياً في مرحلته الأولى. أما عند عند اكتماله في غضون عشر سنوات سيشغل ما يقرب من 19000 فدانا ويخدم ما يصل إلى 200 مليون مسافر سنوياً. وهذا تقريبا ضعف حركة المرور في أكبر مطار في العالم حاليا وهو هارتسفيلد جاكسون في أتلانتا.

قال قادري سامسونلو رئيس اتحاد شركات الخمس الكبرى في مطار اسطنبول الكبير للصحفيين يوم الخميس “هذا المطار سيكون أهم نقطة اتصال بين آسيا وأوروبا.”

تتسم التصاميم الداخلية للمطار بالتصاميم التركية والإسلامية وكما أن برج التحكم في حركة النقل الجوي يشبه شكل الزنبق. كما أنه يستخدم تطبيقات الهاتف المحمول والذكاء الاصطناعي للعملاء وهو فعال في استهلاك الطاقة ويفتخر بنظام أمان عالي التقنية.

ستنتقل جميع عمليات الطيران إلى هناك في نهاية شهر ديسمبر عندما يتم إغلاق المطار الدولي الرئيسي في اسطنبول، والذي سمي على اسم مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. يتولى مطار أتاتورك الآن 64 مليون شخص سنوياً. وعلى الجانب الآسيوي من المدينة فإن مطار صبيحة كوكجن الذي يتعامل مع 31 مليون مسافر في العام الماضي سيبقى مفتوحاً.

من المتوقع أن يعلن أردوغان عن الاسم الرسمي للمطار الجديد كجزء من خطته لتحويل تركيا إلى لاعب عالمي. وستطلق الخطوط الجوية التركية أولى رحلاتها من المطار الجديد إلى ثلاث وجهات محلية: أنقرة وأنطاليا وإزمير. كما ستقلع الطائرات منه إلى باكو وإركان في شمال قبرص.

المشاريع العملاقة في شمال اسطنبول مثل المطار، والجسر الثالث الذي يربط الشواطئ الآسيوية والأوروبية في اسطنبول وخطط أردوغان التي لا تزال في بدايتها لقناة من صنع الإنسان موازية لمضيق البوسفور تظهر أنها تؤثر على البيئة. حيث قالت المجموعة الشمالية لحماية الغابات إن المطار الجديد يهدد الغابات والأراضي الرطبة والكثبان الرملية الساحلية ويهدد التنوع البيولوجي.

هذه المشاريع تحفز بناء إضافي لشبكات النقل والإسكان ومراكز الأعمال في اسطنبول المكتظة بالسكان بالفعل، حيث يعيش فيها أكثر من 15 مليون شخص. وقال سامسونلو المدير التنفيذي للمطار أنه سيتم أيضاً بناء “مدينة المطار” للابتكار والتكنولوجيا.

الشركات التركية الخمس التي فازت بعطاء بقيمة 29 مليار دولار في عام 2013 في إطار نموذج “البناء – التشغيل – التحويل” كانت تمول المشروع من خلال رأس المال والقروض المصرفية. وستقوم IGA بتشغيل المطار لمدة 25 عاماً.

يقول المراقبون الماليون إن الإقراض قد غذى الكثير من النمو التركي والازدهار في قطاع البناء، مما ترك للقطاع الخاص ديوناً ضخمة بقيمة 200 مليار دولار. مع التضخم والبطالة في تركيا بأرقام مضاعفة والعملة الوطنية التي فقدت ما يصل إلى 40% من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، يقول الاقتصاديون إن تركيا قد تواجه بشكل واضح انكماش اقتصادي.

قال سامسونلو “سيبقى مطار اسطنبول الجديد طموحاً للنمو وسنواصل التحدي ليكون الأكبر والأفضل. هذا هو شعارنا”.

عرض خاص للتداول اونلاين - سجل هنا!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*