الرئيسية <- اقتصاد عربي وعالمي <- في خطوة جذرية ومفاجئة – قطر ستنسحب رسمياً من منظمة النفط أوبك
تداول اونلاين

في خطوة جذرية ومفاجئة – قطر ستنسحب رسمياً من منظمة النفط أوبك

بقيت أربعة أسابيع فقط على مغادرة دولة قطر الرسمية لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في شهر يناير المقبل. وبرر وزير الطاقة القطري هذه الخطوة برغبة قطر بالتوجه نحو التوسع المخطط لانتاج الغاز. ولكنها قد تكون خلفية أيضاً عن ما يحدث من خلاف مع المملكة العربية السعودية.

سوف تنتهي عضوية قطر في منظمة في يناير 2019، هذا ما أعلنه وزير الطاقة سعد الكعبي بشكل مفاجئ في العاصمة الدوحة. ووفقا له فقد أبلغت قطر منظمة أوبك بذلك قبل ساعات. ويعكس هذا الانسحاب رغبة قطر في التركيز على زيادة انتاج الغاز. وهكذا تكون أضعفت الإمارة الخليجية الجهود من أجل موقف موحد لدول أوبك حول زيادة الانتاج في الأسواق العالمية.

تعتزم قطر زيادة انتاج الغاز من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن بحلول عام 2024 على أبعد تقدير. يأتي الغاز من حقل جنوب بارس قبالة الساحل وهو أكبر حقل غاز في العالم. تشاركه قطر مع إيران ومن المقرر زيادة انتاج النفط من 4.8 مليون برميل إلى 6.5 مليون برميل.

هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها بلد عضو من الشرق الأوسط لمنظمة أوبك. وكانت قطر عضواً في منظمة التي مقرها في فيينا لمدة 57 عاماً.

سياسياً يمكن ربط القرار بالنزاع المرير مع المملكة العربية السعودية المجاورة. حيث لم يهاجم الوزير الكعبي المملكة العربية السعودية بالاسم فقط، بل وجه هجوماً واضحاً ضد عضو أوبك المهيمن والأقوى. وقال “إننا لا نقول أننا نخرج من قطاع النفط ، لكننا نخرج من منظمة تسيطر عليها دولة واحدة وقطر لديها القليل لتقوله في المنظمة”.

في صيف عام 2017 قطعت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر علاقاتهما الدبلوماسية مع قطر وفرضوا حصاراً مرورياً وتجارياً على الدولة الخليجية. واتهموا قطر بدعم “الإرهاب” والحفاظ على علاقات وثيقة مع إيران. والدوحة ترفض هذه الادعاءات كلياً.

أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم
في الوقت الذي تنتج فيه السعودية الرائدة في العالم 11 مليون برميل من النفط كل يوم، فإن إمارة قطر لا تصل إلا إلى 600,000 برميل. لكن قطر في المقابل هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وتوفر الإمارة الخليجية للسوق العالمية نحو 30$ من الإجمالي العالمي للغاز. تم اكتشاف حقول غاز جنوب بارس البحرية في عام 1971 وهو نفس العام الذي أصبحت فيه الدولة الصغيرة مستقلة عن بريطانيا.

في دوائر أوبك كان ينظر إلى انسحاب قطر في المقام الأول على أنه عمل رمزي. وقالت “انهم ليسوا منتجين كبيرين لكن لديهم دور كبير في تاريخ المنظمة.”

أوبك ربما تكون أمام نقطة تحول تاريخية

أكد وزير الطاقة السابق لأوبك الجزائري شكيب شليل الأهمية النفسية لقرار قطر. وقال شليل إن هذا يمكن أن يؤدي إلى انضمام أعضاء آخرين لقطر في هذا القرار، وخصوصاً أنهم يروا أن المملكة العربية السعودية متفردة تقريباً بالقرار في أوبك. لذك قد تكون المنظمة أمام نقطة تحول تاريخية.

المملكة العربية السعودية تتوافق بشكل متزايد مع روسيا التي ليست عضواً في أوبك ولكنها من كبار المنتجين في مسائل انتاج النفط. بالإضافة إلى ذلك تخضع المملكة لضغط خاص من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يصر على انخفاض أسعار النفط.

في اجتماع هذا الأسبوع من المتوقع أن توافق أوبك على خفض التمويل، بدعم من الحكومة في موسكو. والهدف هو زيادة أسعار النفط بعد أن انخفضت بنحو 30% منذ شهر أكتوبر، و ترغب قطر في المشاركة في المناقشات يومي الخميس والجمعة.

في هذا السياق ارتفعت أسعار النفط بحدة في بداية تداولات الأسبوع الحالي، حيث ارتفع سعر البرميل من مزيج برن القياسي العالمي بنسبة 5% ليصل إلى أكثر من 62 دولار. في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 2.70 دولار ليتداول عند 53.63 دولار. هذا يعتبر قبل كل شيء تحول واضح في التباطؤ الذي كان مستمراً منذ بداية أكتوبر الماضي، والذي انخفض فيه سعر برنت من 85 دولار إلى أقل من 60 دولار.

عزا الخبراء هذه الزيادة في الأسعار إلى تمديد اتفاق بين روسيا والمملكة العربية السعودية من أجل مزيد من السيطرة على سوق النفط. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق لخفض انتاج البلدان الرئيسية المنتجة للنفط في العالم، وهو ما من شأنه أن يخفض من المعروض العالمي. في نهاية الأسبوع ستجتمع الدول الأعضاء في منظمة أوبك ببلدان منتجة رئيسية أخرى لمناقشة رد الفعل على انخفاض أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يوجد حتى الآن قرار بشأن الكميات لكنها ستخفض الكميات معاً.

ومع ذلك هناك بعض الدول المنتجة للنفط التي تعتبر أن انتاج المملكة العربية السعودية الأعلى قد خلق المشكلة فقط منذ يونيو، وبالتالي فإن الأمر متروك للمملكة لتحمل العبء. ومع ذلك فإن القيادة في الرياض ترغب في إعادة توزيع التخفيضات، وفي النهاية يتوقّع المراقبون مؤتمراً صعباً في آخر الأسبوع.

عرض خاص للتداول اونلاين - سجل هنا!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*