الرئيسية <- قصص النجاح <- “مايكروسوفت” بعد 40 عاماً وصلت قميتها السوقية إلى 851 مليار
تداول اونلاين

“مايكروسوفت” بعد 40 عاماً وصلت قميتها السوقية إلى 851 مليار

رغم أن “مايكروسوفت” ترى أن التعاون مع عمالقة التكنولوجيا الأخرى مثل “أبل” و”جوجل” مفيد لمنتجاتها وأدائها في السوق، إلا أن التنافس مع هذه الشركات يرجع إلى عقود حيث شهدت السنوات الأولى لإطلاق أجهزة الكمبيوتر الشخصي صراع مستمر بين MS-DOS “مايكروسوفت” و Mac”أبل”. وفي عام 1985 أصبحت “مايكروسوفت” واحدة من أكبر نظم التشغيل في سوق التكنولوجيا، إلا أن “أبل” كانت في السوق وقتها أيضاً بنظام تشغيل Mac واتهمت “مايكروسوفت” بنسخ أفكارها. ورغم أن “أبل” ومنذ أكثر من عشرين عاماً في عام 1997 تحت إشراف ستيف جوبز بدأت عصراً جديداً من iTunes في أجهزة أيفون الجديدة، إلا أن “مايكروسوفت” وحتى مع تطبيقاتها الجديدة غير قادرة على تقديم ما قامت به “أبل” مع iTunes.

شركة “أبل” حققت رقماً قياسياً في شهر أغسطس الماضي كأكبر شركة يتم تداولها من حيث القيمة السوقية بـ1 تريليون دولار، وبعد ذلك بشهر تقريباً وصلت أمازون إلى هذا الرقم أيضاً. إلا أن “مايكروسوفت” التي يعود تأسيسها إلى أكثر من 40 عاماً لا زالت تنافس في السوق بل وأزاحت شركة “أبل” عن عرش القيمة السوقية في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر ووصلت إلى 851 مليار دولار.

قوة “مايكروسوفت” وثباتها في السوق وسط هذه المنافسة من شركات عملاقة في عالم التكنولوجيا لم تكن وليدة السنوات القليلة الماضية، بل إنه نهج واستراتيجية اتبعتها الشركة منذ بدايات تأسيسها الأولى. ولو قارنا “مايكروسوفت” بشركات التكنولوجيا الأخرى لوجدنا أن خدماتها المتنوعة وقدرتها على البقاء من خلال إصدارات متنوعة كانت أحد أهم عوامل نجاحها واستمرارها. ففي الوقت الذي نجد فيه أن “أمازون” تعتمد بشكل أساسي على مبيعات المنتجات “التجزئة”، و”أبل” تعتمد على إصدار وبيع الأجهزة و”فيسبوك” تتجه بشكل كلي إلى مبيعات الإعلانات. نجد أن “مايكروسوفت” تُنوع دائماً في إصدارتها من الأجهزة (Surface و Xbox) والبرامج (Windows و Office) والخدمات السحابية (Azure). كما أنها قادت في السنوات الأخيرة الطريق إلى التقنيات الجديدة مثل الحوسبة السحابية وتطوير الذكاء الاصطناعي.

في بدايات تأسيسها وخاصةً في عام 1975 كانت فكرة وجود جهاز كمبيوتر في كل منزل أو مكتب مستحيلة، إلا أن الصديقين المؤسسين “بيل غيتس” و”باول ألين” كان لديهما رؤية مختلفة تماماً وقرروا أن يغيروا العالم. في ذلك العام قاموا بإنشاء “مايكروسوفت” وفي عام 1980 قاموا بتعيين مدير أعمال للشركة وهو زميلهم السابق في جامعة هارفرد “ستيف بالمر”، وقدمت بعدها IBM مشروعاً إلى “مايكروسوفت” يحمل اسم Chess. فقامت “مايكروسوفت” استجابةً لهذه الدعوة بتطوير نظام تشغيل جديد أُطلق عليه “نظام تشغيل “مايكروسوفت” أو MS-DOS.

تم طرح أسهم شركة “مايكروسوفت” بشكل علني في شهر مارس 1986 وأصبحت الشركة الأكثر قيمة في العالم، وكان إقبال الناس عليها يفوق التوقعات. واستمرت الشركة بعد ذلك في تطوير Windows الذي جعل من “مايكروسوفت” عام 1988 أكبر شركة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي في العالم من حيث حجم المبيعات. وبين عامي 1990-1992 باعت “مايكروسوفت” أكثر من 10 ملايين نسخة من أنظمة التشغيل الجديدة Windows 3.0 و Windows 3.1وكانت تلك أعلى مبيعات للشركة من Windows حتى ذلك الوقت، وسرعان ما أصبح اسم الشركة معروفاً على نطاق واسع.

في عام 1995 م بيعت أكثر من 7 ملايين نسحة من Windows 95 في الأسابيع الأولى من إصداره، فيما كانت الإصدارات السابقة من Windows تعمل على أكثر من 80% من أجهزة الكمبيوتر حول العالم. وارتفع بعد ذلك سعر سهم “مايكروسوفت” إلى أعلى مستوى له على الإطلاق إلى ما يقارب 59 دولار للسهم في عام 1999.

مع دخول الألفية الجديدة بدأت “مايكروسوفت” بتنويع إصداراتها، حيث أرادت الدخول في منافسة ألعاب الفيديو مقابل كل من شركتي سوني ونينتندو اللتان كانتا تسيطران على السوق. ففاجئت “مايكروسوفت” الأسواق بجهاز Xbox الذي تم إطلاقه عام 2001، وكان نجاحه سبباً في توسع “مايكروسوفت” إلى مجالات جديدة مثل الحوسبة السحابية “Microsoft Cloud” والأجهزة المحمولة “Windows Phone”. وعندما يتعلق الأمر بالكمبيوتر المكتبي فإن ”مايكروسوفت” ومن خلال نظام Windows 10، تعتبر موجودة على أكثر من 450 مليون جهاز حول العالم.

في عام 2014 وضع المدير التنفيذي الجديد في ”مايكروسوفت” “ساتيا ناديلا” أهدافاً جديدة للشركة بعد تحقيق اتمام الهدف الذي وُجدت من أجله، وهو أن تكون أنظمة تشغيلها موجودةً في كل بيت تقريباً. اتجهت “مايكروسوفت” إلى التطوير والابتكار في مجالات الحوسبة السحابية إضافةً إلى صفقة شرائها الضخمة لمنصة LinkedIn مقابل 26.2 مليار دولار.

يعمل لدى “مايكروسوفت” الآن أكثر من 134 ألف موظف حول العالم ووصلت قيمتها السوقية إلى 804 مليار دولار. هذه الشركة لا تخشى أبداً الدخول إلى أسواق التكنولوجيا بتجارب وابتكارات جديدة ومتنوعة، ووتبلور مهمتها الحالية في تمكين كل شخص أو منظمة على سطح الكوكب بالاستفادة من هذا التحول الهائل للحوسبة السحابية.

في السنوات الأخيرة اختار “بيل غيتس” الانخراط بشكل أكبر في تطوير الأعمال الخيرية، لكنه وضع اسمه في التاريخ من خلال وجود أنظمة التشغيل التي بدء بها في كل منزل حول العالم. ويعود له الفضل في أن أصبحت “مايكروسوفت” من أنجح شركات الأسهم في العالم وتحتل مكانة واسعة بين المستثمرين.

 

عرض خاص للتداول اونلاين - سجل هنا!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*