المدونة الاقتصادية الشاملة بقلم الباحث الاقتصادي خالد الهاجري
في الوقت الذي يتدافع فيه محللوا وول ستريت لتقييم تداعيات آخر النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقعت شركة “أبل” مرة أخرى في مرمى النيران المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم. حيث أنه في الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن فرض تعريفة جديدة بنسبة 10% على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار ستدخل حيز التنفيذ في الأول من شهر سبتمبر القادم.
وأدى الخوف من المزيد من التصعيد التجاري إلى انخفاض أسهم صانعي الرقائق الإلكترونية وتجار التجزئة وأيضاً شركة “أبل” يوم الاثنين الماضي. ومنذ إعلان يوم الخميس الماضي، انخفضت أسهم شركة التكنولوجيا العملاقة بنسبة 9%.
يقول المححلون أن هذا التهديد التجاري الأخير هو مجرد توجه إضافةً المزيد من المشاكل إلى أجهزة أيفون لشركة “أبل”. ويبدو أن على شركة “أبل” اتخاذ قرار تكتيكي حيال هذا التصعيد الأخير. لأنه وبحسب أحد كبار المحللين في جي بي مورغان “نحن نعتقد أن شركة “أبل” أكثر عرضة لاستيعاب جميع تأثير التعريفة الجمركية وليس رفع الأسعار على شحنات اي فون وغيرها من الأجهزة في الولايات المتحدة”.
لكن المحللين الاقتصاديين في “بنك أوف أمريكا” قالوا إن كل ما تقرره أبل سيكون “ممكن التحكم فيه”، وأشاروا إلى أنها كانت نقطة دخول جيدة للمستثمرين. ففي السياق الأوسع نحن ننظر إلى هذا كمبلغ صغير نسبياً على مدى الأرباع العديدة المقبلة، وسوف تستخدم الشركة هذا الإجراء كفرصة جذابة بشكل خاص لشراء أسهم “أبل”.
وفيما يلي أهم ما تقوله كبرى المجموعات الاقتصادية عن تأثير التعريفة الجمركية على شركة “أبل”:
جي بي مورغان
“نتوقع أن تستوعب “أبل” تأثير التعريفة وستعمل على تحديد أولويات حصة السوق. ونحن نقدر زيادة الأسعار من حوالي 6٪ لاستيعاب تأثير تعريفة 10٪ والحفاظ على إجمالي هامش الدولار، لكن يبقى في الحد الأدنى عند 180 نقطة في الثانية من الهوامش الإجمالية للناتج. ومع ذلك، نعتقد أنه من المرجح أن تستوعب “أبل” جميع الآثار التعريفية وليس فقط رفع الأسعار على شحنات ايفون (ما يقرب من 35٪ من المجموع) وغيرها من الأجهزة في الولايات المتحدة، والتي نقدر أنها سوف تؤدي إلى ~ 300 نقطة في الثانية المعاكسة لهوامش ايفون.”
كوين Cowen
“خطر تعريفات الاستيراد التي تؤثر على الطلب الاستهلاكي الأمريكي للصين جعلت الهواتف الذكية وغيرها من السلع الإلكترونية قد ارتفعت مرة أخرى مع أحدث تعليق من الولايات المتحدة يدعو إلى تعريفة 10٪ على قيمة 300 مليار دولار من البضائع الصينية ابتداءً من 1 سبتمبر ومن المحتمل أن ترتفع إلى 25٪ بحلول نهاية عام 2019. على افتراض أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والساعات الذكية وأنظمة الكمبيوتر لا يتم استبعادها بشكل قاطع من الشريحة النهائية البالغة 300 مليار دولار، فإننا نتوقع أن يكون هناك تأثير مادي على أرباح منتجات أجهزة “أبل” حيث يمثل الطلب على المنتجات الأمريكية حوالي 14% من إجمالي الشركة وربحية السهم.”
بنك أوف أمريكا
“نحن ننظر إلى المخاطر على الأرباح حول 0.50 دولار إلى 0.75 دولار في السنة، وهو أمر يمكن السيطرة عليه في السياق الأوسع، ونحن نرى هذا كمبلغ صغير نسبياً على مدى الأرباع العديدة المقبلة وسوف تستخدم الانسحاب كفرصة جذابة بشكل خاص لشراء أسهم أبل.”
Wedbush
“نحن نعتقد في نهاية المطاف إذا استوعبت الشركة تماماً هذه التعريفة فسوف يؤثر ذلك سلباً على السنة المالية بنحو 4٪ وتكون معلقة واضحة على الأرقام. إذا مرت “أبل” من خلال تعريفة 10٪ للمستهلكين فيمكن أن نرى ضربة لطلبات أجهزة آيفون من قبل ما يقرب من 6 مليون إلى 8 مليون جهاز في الولايات المتحدة استناداً إلى تحليلنا على مدى الأشهر ال 12 المقبلة على أساس توقعاتنا من 185 مليون جهاز جوال على الصعيد العالمي للسنة المالية 2020.”
